ومـــــــــــــاذا بعد ذلك .. إلى أين نسيـــــــــر

بسم الله الرحمن الرحيم

ليتني أمسك بزمام لأمحو تعابير العذاب والحرمان , وأستبدلها بدموع الفرحة ونهضة الإنسان ,
يتخبط فكري , مرتبكا يعشق لحظاتَ وهمٍ تزيد عن حجم الأوطان .
أرسم تاريخا ومستقبلا وفكرا لمولود لم يولد بعد بل يتنفس هواء العالم المتعفن حتى الآن ...

ترتد ذاكرة الأماكن والملوحة في فمي , لغةٌ بعينيها تثير الانفعال ..
الحرية .. احتفال الياسمين في دمي
الحرية .. الاجابة عندما يبكي السؤال ...
من حوّل المأساة في جفوننا قنديلا يعانق رحلتنا ؟؟؟
من باعنا الكبريت كي نبقى رسول الاشتعال ؟؟؟
أترانا أصبحنا انهزاميين يتيه بنا المدى ؟؟ كلا ولا فالنور فوق جبيننا ما زال يبحث عن نِزالْ ..

ماذا بعد هذه الثورة العارمة ؟؟ هل نترك الطرقات تبصق على شعاراتنا الترابا ؟؟
أم نترك الأيام تُزجي إلى قلوبنا وعقولنا العتابا ..؟؟
هل دخلنا الآن من باب الرجوع , هل تحدى الصوت صمتنا عندما قابلنا نيرودا يغني :
هذه الدنيا بقايا ليسوع ...
أُعبر التاريخ يا صوتي , إننا نحتاج ريحا تزرع الأرض نحاسا وحديد ...
إني ما عدت أفرق بين الصمت وبين الموت , لكن الرحلة في زمني تحتاج إلى آفاق نهار ..

هل نحن ظلمنا سيدنا ؟؟
هل نحن قتلنا سيدنا من أجل دعابات الفجر ..
هل ما زلنا نحترف الصيحة خلف وجوم أغانينا ...ونطرز حلما للتاريخ لكي يبقى سندا
لمتاهات اللحظة ..؟؟

أنا لست أراهن أن أبقى سُمّا في حلق الثورة ضد الصبح القادم من رحم الميلاد .. يرحمنا الله
كل قتيل في الدنيا نحن قتلناه , نحن بأمر من أمتنا ضيعناه لكنا لا ندرك أن الواحد منا قد يفنى
وهي تداعبه المأساة ...

يا وطني العربي ... هل تغسل رايات قبيلتنا من وسخ الأيام ,, هل تحذف أوقية حزنٍ باقية في دفترنا
الأبيض ,,
ماذا سنفعل بالقادم من أيام .. ؟؟ فالصيحة ما عادت تكفينا لهزيمة جيش المرتدين , والدمعة ما
عادت تُنسينا شكل الصبح ,, هل تصبح أحلامنا شفقا للويل ..

ما شكل القادم من سنوات العمر .. وماذا أعددنا لمستقبل طفل بات يبحث عن وطن خير من قبر ..
انتهت الثورة الليبية وقبلها المصرية وقبلها التونسية وبعدها ..... الله أعلم ..
ماذا سنفعل الآن ؟؟
هل المجالس الانتقالية قادرة على حفظ البلاد وصيانة حقوق العباد ..؟
هل نشهد تقدما ملموسا في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟؟

إن لموت الليل سر في النهار .. فهل سيطلع على الأمة العربية نهار جديد ؟؟ ومتى لك ؟؟