أسرار على قارعة الطريق

واعجبي من بعض الناس....حين يكلون ويتعبون للحصول على أخبار الآخرين...ويدفعون

وقتهم ثمنا للفراغ...لأجل سر أو أسرار، فضول غريب...وتنقيب رهيب...عجيب أمرهم

عجيب...يحدثونك عن النقاء في القلب وعن الصفاء...تثق بهم...تفتح لهم قلبك...تسمعهم

نبضك...ويطعنونك في الخفاء...يشيعون أخبارك التي تدعى مجازا : أسرار...!!!

وينهشوا جسدك الحي...ولو كان ميتا لالتهموه وأكلوه ، ويقولون لك...هذا حلال وهذا

حرام...واعجبي منبعض ناس هذا الزمان...لاثقة فيهم لا أمان...شتان بين صديق الأمس وصديق

الآن...شتان...

لمن تقول سرك...لمن تسمع نبضك...اياك أن تقول أنه صديق...وأنه في درب حياتك

رفيق...اياك ثم اياك...مادمت لاتعرفه ...وعلى المحك لم تضعه ولم تجربه...لاتبح له...وفي

الكلام لاتطعه...

أما حين يبتعد عنك الجميع...حين يتركوك وحدك...ويقترب شخص منك...ليداوي

جرحك...ويمسح من خذيك دمعك...فاعلم أنه هو نفسك...هو من يحافظ على سرك...ثق

به...أحط نفسك به...فهو من سيدفعك الى الأمام...

اذا كانوا قد خدعوك...وبالاحباط أصابوك...فاجعل من سقوطك أحجارا عالية...ترتقي عليها

وتعتلي...لترى العالم بعيون جديدة...ستعرف لحظتها أن تكاثف الألوان...يفضي الى السواد...

لا تندم ...لاتحزن...لأنك خاطبت يوما قلبه...وفضحك أمام ثلة من الفضوليين...العابثين

بخصوصياتك وأسرارك...ولو كانت غير ذي قيمة...لاتوجه له العتاب...لا تنعزل عنه ولا

تلعنه...بل اجعل خطأك بوابة لاستكشاف عوالم جديدة مليئة بالنقاء...فليس للانسان تعريفا آخر

غير سلسلة أفعاله...وليس لديك من ردود أفعال...سوى تقديم الشكر للذين خدعوك...لأنهم

أضافوا لديك فهما جديدا ...في معرفة الحياة...

وفى القدرة على التميز بين الصديق الحقيقى

وبين من يخادعك


حفظكم الله أصدقائى ولكم منى كل الود والصفا